|

قِصَّة بِطاقَةُ الْحَرَكَة وفرط الحركة

شارك هذه المادة

في مُنْتَصَفِ الْعامِ الدِّراسِيِّ، دَقَّتْ مُديرَةُ الْمَدْرَسَةِ بابَ صَفِّ الْمُعَلِّمَةِ (لانا)، وَكانَ مَعها طِفْلٌ وَأُمُّهُ.

تَحَدَّثَت الْمُديرَةُ وَالْأُمُّ قَليلًا مَع الْمُعَلِّمَةِ عِنْدَ الْبابِ، ثُمَّ غادَرَتا وَتَرَكَتا الطِّفْلَ يَدْخُلُ الصَّفَّ.

قالَت الْمُعَلِّمَةُ (لانا):

  • أُقَدِّمُ لَكُمْ (ساري) زَميلَكُم الْجَديدَ.

رَحَّبَ الطُّلّابُ بِـــ (ِساري)، وبَعْدَ مُرورِ عِدَّةِ دقائِقَ، خَرَجَ (ساري) مِنْ مقْعَدِهِ، وَذَهَبَ إِلى رُكْنِ الْحَقائِبِ، ثُمَّ فَتَحَ حَقيبَتَهُ، وَبَدَأَ يُخْرِجُ كُتُبَهُ وَدَفاتِرَهُ وَيُبَعْثِرُها على الْأَرْضِ.

قالَت الْمُعَلِّمَةُ:

  • (ساري).. اجْمَعْ كُتُبَكَ، وَعُدْ إِلى مَكانِكَ.
قصص تعليمية عربية نصوص قراءة

في اليوم التالي وقف ساري على الطاولة وقفز على الأرض.

قالت المعلمة: ساري!

وفي اليوم التالي ركض ساري بين المقاعد والطاولات

– ساري!

– ساري!

– ساري!

مَرَّت الْأَيّامُ، وَزادَتْ حَرَكَةُ (ساري)، محولا الصف لكتلة من الفوضى. ظَلَّت الْمُعَلِّمَةُ (لانا) تُحاوِلُ إِرْجاعَ (ساري) لِمَكانِهِ، لكِنْ دونَ جَدْوى، وَصارَ تَعَلُّمُ طُلّابِ الصَّفِّ صَعْبًا.

وَفي أَحَدِ الْأَيّامِ.. قالَت الطّالِبَةُ (نور):

  • يا مُعَلِّمَتي.. (ساري) أَوْقَعَ كِتابي.

وَقالَ الطّالِبُ (خالد):

  • مُعَلِّمَتي.. (ساري) يُزْعِجُني بِصَوْتِ طاوِلَتِهِ.
  • وقالت طالبة أخرى: ساري…
قصة تربوية

بَدَأَت الْمُعَلِّمَةُ تَشْعُرُ بِالْقَلَقِ عَلى (ساري)، فَقَرَّرَت الْحَديثَ مَعهُ خارِجَ الصَّفِّ، قالَتْ لَهُ:

  • لِمَ تَتَحَرَّكُ كَثيرًا يا (ساري)؟

رَدَّ (ساري):

  • كُلُّ طُلّابِ الصَّفِّ يَتَحَرَّكون!

أَدْرَكَت الْمُعَلِّمَةُ أَنَّ (ساري) غَيْرُ مُدْرِكٍ لِمُشْكِلَتِهِ.

قالَتْ لَهُ:

  • انْظُرْ إلى دَفْتَرِكَ وَكِتابِكَ، لَمْ تَكْتُبْ شَيْئًا! هَلْ أَنْتَ راضٍ عَنْ عَمَلِكَ؟

رَدَّ (ساري):

  • لا يا مُعَلِّمَتي.

قالتَ لَهُ:

  • أَنا أَعْرِفُ أَنَّكَ تَتَحَرَّكُ كَثيرًا في الصَّفِّ دونَ أَنْ تَعْرِفَ السَّبَبَ، لا عَلَيْكَ، سَوْفَ أُساعِدُكَ، هَلْ تَقْبَلُ؟

رَدَّ (ساري):

  • بِالطَّبْعِ يا مُعَلِّمَتي.

قالَتْ لَهُ:

  • سَتَكونُ مِنَ الْآن مُساعِدي في الصَّفِّ، وَسَأُعْطيكَ بِطاقَةَ الْحَرَكَةِ عِنْدما أَطْلُبُ مِنْكَ الْمُساعَدَةَ.
مهارة القراءة

وَفي الْيَوْمِ التَّالي.. دَخَلَت الْمُعَلِّمَةُ الصَّفَّ، وَقالَتْ:

  • يا (ساري).. اذْهَبْ إِلى مَكْتَبي، وَأَحْضِر الدَّفْتَرَ الأَصْفَرَ، سَأُشَغِّلُ سَاعَةَ التَّوْقيتِ، يَجِبُ أَنْ تَأْتي قَبْلَ خَمْسِ دَقائِقَ.

كَما أَنَّها أَلْصَقَتْ وَرَقَةً عَلى طاوِلَةِ (ساري)؛ كَيْ يُقَيِّمَ نَفْسَهُ في نِهايَةِ كُلِّ حِصَّةٍ.

وَمَرَّت الْأَيّامُ.. وَظَلَّ (ساري) كَثيرَ الْحَرَكَةِ، إِلّا أَنَّها أَصْبَحَتْ حَرَكَةً مُفيدَةً، وَأَقَلَّ في الْفَوْضى، وَهذا بِفَضْلِ الْمُعَلِّمَةِ (لانا) الْمُبْدِعَةِ.

قصة هادفة

اقرأ المزيد : 10 طرق للتعامل مع ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه، فرط الحركة ونقص الانتباه، التعريف والأعراض، قصة تبخر المعلومات

شارك هذه المادة

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *