|

الخدمات التعليمية لذوي صعوبات التعلم

شارك هذه المادة

بعد اكتشاف وجود صعوبات تعلم لدى الطالب، فإن أول ما يتبادر إلى ذهن الآباء والمعلمين “ما العمل؟”، “ما أفضل طريقة للتدخل العلاجي؟”، “هل نستخدم أسلوبًا محددًا أم ندمج بين عدة أساليب علاجية؟”
وأسئلة كثيرة.. سيحاول هذا المقال تقديم إجاباتها.
بداية.. لا بدّ من استعراض أفضل الممارسات في مجال الخدمات الخاصة بذوي صعوبات التعلم، ومن ثم سيتم مناقشة كيفية اختيار أفضل أسلوب من هذه الأساليب والاعتبارات اللازمة لاتخاذ هكذا قرار.


1- التعليم المتمايز:
يعرف التعليم المتمايز على أنه تصميم تعليم يناسب جميع مستويات المتعلمين، من (منخفضي التحصيل، والمتوسطين، والمتفوقين)، بحيث يشمل جانب المحتوى، والأنشطة ونتاجات التعلم، فيقدم المحتوى بطريقة متنوعة تشمل تقديم صور ووسائط تعلم متعددة وفيديو صور، كما تستخدم التكنولوجيا بطريقة تساعد الطلاب على التعلم والتعبير عما تعلمونه بطرق متعددة.
فيكمن للطالب أن يبحث عن معاني أربع مفردات من خلال ورقة عمل تتضمن هذه المعاني، أما طالب آخر فيمكن أن يبحث عن معاني خمس مفردات من خلال القاموس الورقي أو الإلكتروني.
وأخيرًا.. يمكّن التعليمُ المتمايز الطلابَ من التعبير عن تعلمهم من خلال طرق متعددة للهدف التعليمي نفسه، فعلى سبيل المثال.. يمكن أن يطبق الطلاب الهدف التعليمي “أن يستخرج الطالب الأفكار الفرعية للنص المطلوب” بطرق متعددة، فيمكن للطالب الأول أن يرسم خريطة ذهنية تتضمن تحليل النص وتعكس فهمه للأفكار الفرعية، ويستطيع آخر أن يسجل مقطعًا قصيرًا يلخص فيه أهم الأفكار التي وردت في النص، وبذلك يكون كل طالب قد حقق الهدف المطلوب بطرق متعددة.


2- الدمج الشامل:
يعد الدمج سياسة تربوية، فهو أكبر من استراتيجية أو طريقة تعلم، ويقوم الدمج على فلسفة الترحيب بجميع المتعلمين على تعدد اختلافاتهم، بحيث تصبح الغرفة الصفية في مدرسة التربية العامة تقبل الجميع، وتقدم لهم خدمات تعليمية تناسب احتياجاتهم.


3- التدريس التشاركي:
يقوم هذا الأسلوب على تدريس الصف العام من قبل معلمين (معلم التربية الخاصة ومعلم التربية العامة) بشكل يضمن تقديم تعليم ذي جودة عالية يراعي دمج ذوي صعوبات التعلم أو أي طالب ذي إعاقة في الغرفة الصفية، ويتضمن هذا الأسلوب مستوى كبيرًا من التعاون بين المعلمين في تخطيط وتطبيق الدرس، كما يأخذ أشكالًا متعددة، كتقسيم الطلاب إلى مجموعتين تدرسان بطريقة متوازية، أو تدرس كل مجموعة محتوى مختلفًا…
4- التكنولوجيا المساندة:
تقدم التكنولوجيا حلولًا لا يمكن تصور فوائدها على الطلاب ذوي صعوبات التعلم، فأصبحت البرامج المتاحة على الهاتف الذكي تتيح للطالب الاستماع للنص المكتوب من خلال القارئ الآلي، كما أصبح بإمكان الطالب تسجيل رسائل صوتية تعفيه من عملية الكتابة، وأصبحت البرامج الإلكترونية تتيح خيار تصويب الأخطاء الإملائية من خلال تحديد الكلمات غير الصحيحة إملائيًّا وتقديم البدائل الصحيحة، كما أصبحت تقدم هذه البرامج للطالب تحويل كلامه الشفهي إلى نص مكتوب.
لا بدّ من الإشارة إلى أن بعض التربويين يرفضون استخدام التكنولوجيا؛ على اعتبار أنها قد تمنع الطلاب من تعلم مهارات الكتابة (الإملاء) والقراءة، وبالتالي تحول دون تطور مهاراتهم الإدراكية والأكاديمية وتبقيهم معتمدين على التكنولوجيا، والتي قد لا تكون متاحة في كل وقت.
والإجابة على هذا التخوف.. تكمن في أن كل حالة يجب أن تدرس على حدة، فإذا كانت الصعوبة شديدة، وتقدم الطالب في تعلم مهارتي القراءة والكتابة محدود، فإن الفاقد التعليمي سيكون كبيرًا، وهنا يفضل استخدام التكنولوجيا المساندة، خاصةً إذا كان الهدف التعليمي لا يتطلب مهارة قراءة أو مهارة إملاء.
فعلى سبيل المثال.. إذا كان الهدف التعليمي”أن يصنف الطالب أنواع النباتات من حيث البيئات التي تعيش فيها”، فهذا الهدف بحدّ ذاته هدف معرفي يختص بجمع الطالب معلومات عن النبات، فاستخدام التكنولوجيا المساندة كبرامج القراءة الآلية يساهم بشكل كبير في تعلم الطالب.
أما في حال وضع هدف تعليمي خاص بالكتابة، مثل “أن يكتب الطالب كلمات مكونة من ثلاثة حروف”، فهذا الهدف يتطلب قيام الطالب بعملية الكتابة دون استخدام التكنولوجيا المساندة.


5- غرف المصادر: حصول الطالب على تدريس فردي أو تدريس ضمن مجموعات صغيرة من قبل متخصص في مجال التربية الخاصة أو متخصص في تدريس صعوبات التعلم. لهذه الطريقة فوائد كأن يدرس الطالب في بيئة هادئة، وأن يتعلم محتوى دراسي يناسبه، إلا أنها تتلقى انتقادات كبيرة تتمثل في عزل الطلاب ذوي صعوبات التعلم عن زملائهم، تعرض هؤلاء الطلاب للوصمة الاجتماعية، انخفاض التوقعات الدراسية منهم، فما مستوى المفردات والنقاش بين الطلاب والمعلم لا يمكن أن يقارن بمستوى المفردات والخبرات والتي تحدث في غرفة الصف العام.
6- التصميم الشامل للتعلم.

7- الخطة التربوية الفردية: هي وثيقة يعدها فريق متعدد التخصصات (معلم التربية الخاصة أو معلم صعوبات التعلم، الأخصائي النفسي، أخصائي النطق…) تتضمن جميع تفاصيل المنهج الخاص بالطالب من حيث المعلومات الأساسية عنه كنقاط قوته ضعفه، والأهداف، والأساليب، والتعديلات اللازمة لعملية تعلمه.
8- الاستجابة للتدخل:

9- تعديل المنهج: يتم من خلال تصميم التعلم ليتناسب واحتياجات الطالب من حيث تعديل معايير وأهداف التعلم، وتعديل المحتوى، وأخيرا تعديل طرق التقييم.
10-تكييف المناهج: يقصد بتكييف المنهج إجراء تدخلات في العملية التعليمية تساعد الطالب على التعلم بشكل لا يغير من أهداف التعلم كتقديم مزيد من الرسوم والصور التوضيحية، زيادة الوقت، تكبير الخط، تقليل عدد المسائل…، نلاحظ هذه التكييفات لم تغيير من الهدف التعليمي، بل ساعدة الطالب على تحقيقه.

كيف أختار الخدمة المناسبة لطلابي؟
إن محاولة اختيار أفضل أسلوب، أو أفضل خيار تعليمي لذوي صعوبات التعلم، يتطلب دراسة إمكانيات البيئة أو النظام الدراسي من حيث جودة المناهج وتوفيرها لمحتوى أكاديمي ثري من حيث الوسائط التعليمية، وتقديمه خيارات متدرجة للمتعلمين، وبين توفر معلم متخصص في مجال صعوبات التعلم، ومدى تأهيل معلم التربية العامة لتعلم ذوي صعوبات التعلم وغيرها من الاعتبارات التي تحدد نوع البديل أو الخيار التعليمي المناسب للطالب.
فعلى سبيل المثال.. في حالة توفر معلم تربية خاصة ومعلم تربية عامة لديه درجة كافية من المعرفة بخصائص صعوبات التعلم، فيعد أسلوب التدريس التشاركي من أفضل الأساليب؛ لما له من فائدة على تعلم الطلاب ذوي صعوبات التعلم من حيث دمجهم الاجتماعي وتعلم في البيئة الصفية الثرية من حيث التفاعلات التعلمية والاجتماعية، كما يفيد هذا الأسلوب في رفع جودة التعليم العام؛ لما يقدمه من استراتيجيات تعلم تساهم في تعليم جميع الطلاب على اختلاف مستوياتهم واختلاف التحديات التي يوجهونها.
وفي المقابل يعد تطبيق أي أسلوب دون توفر المصادر والكفاءة الخاصة بتطبيقه مسألة ضارة لتعلم الطلاب ذوي صعوبات التعلم، فلا يمكن ادعاء دمج الطالب ذي صعوبة التعلم في غرفة الصف العام دون تقديم أي نوع من الخدمات الخاصة بتعليمه.
هل يمكن المزج بين هذه الأساليب؟
بالتأكيد بعض هذه الأساليب تتقاطع ويمكن لبعضها أن يكون جزءًا من الآخر، فعلى سبيل المثال.. يمكن تطبيق التعليم المتمايز في حال تطبيق التدريس التشاركي، أو خلال نظام التدخل للاستجابة، كما يمكن استخدام التكنولوجيا المساندة في جميع الخيارات التعليمية، ويمكن استخدام التصميم الشامل للتعلم في جميع البدائل التعليمية.

اقرأ أيضًا: 

 استراتيجية تحليل المهام، التصميم الشامل للتعلم، التقييم المستند إلى المنهج، دمج ذوي صعوبات التعلم، التقييم المستمر (10 طرق)

شارك هذه المادة

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *