كيف أطبق إستراتيجية النمذجة؟
تتعدد طرق التعلم وتتنوع حسب طبيعة المهمة أو المهارة.
ويستخدم المعلمون أو الآباء العديدَ من هذه الطرق بشكل أو بآخر، إلا أن تعلم المربي لهذه الإستراتيجيات وطريقة تطبيقها بشكل دقيق وسليم، يزيد من كفاءة تعلم الطالب.
ومن أكثر طرق التعلم استخدامًا (النمذجة)، فالمفهوم العام للنمذجة يعني:
تعلم الفرد لسلوك محدد من خلال ملاحظته، ورؤية عواقبه.
والنمذجة كإستراتيجية هي مزيج بين المفهوم السلوكي للتعلم والمفهوم المعرفي.
فالمدرسة السلوكية: مبنية على قيام الفرد بسلوك معين، فإذا حصل على تعزيز، تزيد نسبة تكراره لهذا السلوك، أما إذا حصل على عقاب أو إطفاء (تجاهل)، تقل احتمالية تكراره لهذا السلوك.
أما المدرسة المعرفية: فهي تفسر قيام التعلم على حدوث عمليات معرفية في عقل الإنسان، مثل: التفكير، والإدراك، والتحليل، والتركيب.
وفي السياق المدرسي فتعرف إستراتيجية النمذجة على أنها:
طريقة تعلم يقوم فيها المعلم بتوضيح كيفية أداء مهارة محددة، وذلك من خلال وصف كل خطوة، وتقديم عرض نموذجي مرئي ولفظي لما هو متوقع (1).
تساعد إستراتيجية النماذج على تطوير التفكير، وتيسّر فهم المفاهيم المحسوسة والمجردة، وذلك عن طريق إشراك حواس الطلاب المتعددة (اللمس والحركة والسمع).
وتزوّد النمذجةُ جميعَ الطلاب _خاصةً الذين يواجهون مشكلات في التعلم_ بأمثلة وعينات تعينهم على التعلم (2).
طريقة تطبيق النمذجة بشكل فعال:
عرض توقعات وشروط المهمة بطريقة إجرائية، وبلغة محددة ومختصرة، ويمكن أن تكون التوقعات مكتوبة أو مصورة بصرية ومعلقة على الحائط.
طريقة تطبيق إستراتيجية النمذجة:
- تقديم مثال محلول للسؤال، وهذا النوع يعد أبسط أشكال النمذجة.
- تقديم التعليمات بطريقة مصورة تمثل خطوات أداء المهمة.
- عرض فيديو مصور يوضع كيفية أداء المهمة، ما يميز توفر فيديو لأداء المهمة هو إمكانية قيام الطالب بوقف اللقطة، أو إعادة مشاهدتها، وتعلم الكلمات أو الفكرة التي لم يتمكن من فهمها.
- تحليل المهام إلى أجزاء صغيرة، وتكرار تدريب الطالب عليها بشكل متكرر؛ كي يتمكن الطالب من تعلمها وإتقانها. هنا نلاحظ تشابه إستراتيجية النمذجة مع إستراتيجية تحليل المهام، فكلا الطريقتين تتقاطعان في تنفيذهما، وكلاهما يهدف إلى تعلم الطالب لمهارة أو مفهوم بطريقة مبسطة وإجرائية، هذا التبسيط أو التحليل يساهم في تقليل العبء المعرفي الواقع على الذاكرة العاملة.
- تزويد الطلاب بمواد تعلم متنوعة: بطاقات صور، وألوان، ومجسمات، ومقاطع فيديو، تدعم تعلم الطالب (3).
- من الأركان الأساسية لإستراتيجية النمذجة هو قيام المعلم بتحليل المهام، وتجهيز أدوات ووسائل التعلم، بالإضافة لاستخدامه تقنية التفكير بصوت مرتفع؛ ليكتسب الطلاب المهارة (4).
اقرأ المزيد: استراتيجية تحليل المهمام.
لا يمكن حصر المهارات التي يمكن تطبيق إستراتيجية النمذجة فيها، إلا أننا سنقدم بعض الأمثلة على مهارات يمكن تطبيق إستراتيجية النمذجة فيها:
- نطق الحروف.
- قراءة المقاطع: (سو، دي، كا، ..).
- الحساب: (الجمع والطرح، ..).
- خطوات حل المسائل الرياضية.-
- كتابة الكلمات.
- الرسم.
- الحركات الرياضية: (السباحة، كرة القدم، ..).
- الزراعة.
- رسم خريطة معرفية.
- كتابة موضوع تعبير.
مثال تطبيقي على تعليم الطالب لكتابة كلمات: (ذهب، رسم، عمل):
الخطوة الأولى: عرض الكلمات على الطالب.
الخطوة الثانية: عرض صورة لكل فعل: (ذهب، رسم، عمل).
الخطوة الثالثة: قراءة كل كلمة: (ذهب، رسم، عمل).
الخطوة الرابعة: قيام المعلم بكتابة كلمة (ذهب)، يركز المعلم على وصف مهمة الكتابة أثناء رسم الحرف من حيث: نقطة البدء، واتجاه حركة الحرف، وتناسق حجم الحروف.
الخطوة الخامسة: قد يبدأ الطالب بتنفيذ المهمة من خلال: بعض المحفزات، وتقديم تدرج في أداء المهمة، والتنقيط لكتابة الكلمة.
الخطوة الخامسة: يحصل الطالب على تعزيز وتغذية راجعة لأدائه.
الخطوة السادسة: يقوم المعلم بتكرار أداء المهارة، ككلمة ثانية: (رسم)، و(عمل).
الخطوة السابعة: البدء بتعميم المهارة من خلال أداء كلمات جديدة.
المصادر:
https://powerupwhatworks.org/strategy-guide/modeling
https://www.edutopia.org/article/5-effective-modeling-strategies-english-learners/
https://www.schoolnet.org.za/teach10/resources/dep/modelling/index.htm
Hand Art Pot – Free photo on Pixabay
شارك هذه المادة