كيف أتعامل مع ابني ذي صعوبة التعلم؟

عندما يعرف الأب أو الأم وجود صعوبة تعلم لدى ابنهم، فتختلط مشاعرهم بين القلق أو الخوف على مصير تعلمه..

في هذا المقال.. سيتم تقديم إرشادات عامة للتعامل مع ذوي صعوبات التعلم:

1. لا داعي للهلع، على الرغم من أن صعوبات التعلم مشكلة دائمة وتستمر مع الفرد مدى الحياة، إلا أنه يمكن تقديم تدخلات علاجية تحدّ بشكل كبير من حدّتها، كما يمكن اتباع طرق واستراتيجيات تعلم تساعد بشكل كبير على تجاوزها، مثل: استخدام التكنولوجيا المساعدة، كالقارئ الإلكتروني المستخدم حاليًا في الكثير من الكتب..
2. لا تلقِ باللوم على طفلك أو زوجك أو نفسك؛ فإن صعوبة التعلم منشأها داخلي لدى الفرد، فهي تحدث رغمًا عنه، لذا لا يجب أن ألوم الابن أو الطالب على ضعف قدرته على القراءة والكتابة.
3. شجع ابنك أو طالبك؛ فإن التركيز على إبراز نقاط قوته في أي جانب كأدائه الرياضي أو أدائه في حصة الدراما أو قدرته المميزة على استخدام الأجهزة الإلكترونية أو قدرته على المشاركة الأكاديمية بشكل شفهي يعدّ مهمًّا جدًّا؛ لأن مشاعر الإحباط وضعف تقدير الذات تسيطر على مشاعر الكثير من ذوي صعوبات التعلم، لذا تجدر الإشارة إلى أهمية تعزيز وإبراز الجوانب الإيجابية لديهم بهدف تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
4. راجع معلمًا متخصصًا في مجال صعوبات التعلم؛ لأن المعلم المؤهل سيقدم لك خارطة طريق لتعلم ابنك من حيث الخطط الفردية وطرق التدريس والتقييم.
5. ضع توقعات واقعية للطالب، فالكثير من الآباء والمعلمين يضعون توقعات إما أن تكون منخفضة جدًّا أو مرتفعة جدًّا، فالتوقعات المرتفعة جدًّا تسبب الفشل والإحباط، وكذلك التوقعات المنخفضة تعيق عملية التعلم.
6. استخدام وسائط التعلم المتعددة وعدم الاعتماد على النصوص فقط، الوسائط المتعددة كالصور والرسوم البيانية ومقاطع الــ (فيديو) والمجسمات..
7. لا تستعجل النتائج، صعوبات التعلم مشكلة حقيقية وليست ناتجة عن انخفاض في الدافعية أو عدم رغبة طفلك في التعلم، لذا لا تتوقع أن تتلاشى هذه المشلكة بعد تقديم بعض النصائح للطالب، نحن نوصى بالصبر وانتظار فترة من الزمن؛ حتى تتمكن من ملاحظة النتائج، شريطة وجود أدلة مستمرة على حدوث عملية التعلم، كأن يظهر الطالب دقة وسرعة في كتابة الحروف، أو إظهار دقة في قراءة الكلمات، وقلة في عدد الأخطاء.
8. لا تمزج أهداف التعلم: من المشاكل الكبيرة التي تطارد ذوي صعوبات التعلم هي مزج هدف التعلم القرائي والكتابي مع الأهداف المفاهيمية والمعرفية، فعلى سبيل المثل: إن كان هدفي “أن يكتب الطالب كلمة مكونة من 3 حروف”، فيتم التركز في هذا الهدف على المهارة الإملائية من حيث شكل الحرف ودقته، أما إن كان هدفي “أن يستنتج الطالب علاقة الزراعة بالاقتصاد”، فهنا يجب التركيز على فهمه للمفاهيم والمعلومات، ويمكن أن نطلب منه أن يقدم الاستجابة بأكثر من طريقة، قد يختار المعلم أن تكون الاستجابة كتابية إذا استطاع الطالب ذلك، لكن التركيز يكون في هذه الحالة على شرح المفهوم المطلوب وليس على آلية الكتابة..، كما يوصى أيضًا بأن تتاح للطالب وباستمرار إمكانية تقديم استجابات بطرق متعددة، كأن يشرح تأثير الزراعة على الاقتصاد من خلال تسجيل مقطع (فيديو) أو من خلال رسم مخطط أو من خلال أيّة طريقة مبتكرة أخرة تظهر قدرته على تفسير تلك العلاقة. 
9. اعتمد على الأرقام وابتعد عن الانطباعات، يعتمد الكثير من الآباء والمعلمين على انطباعات عامة لوصف صعوبة الطالب، كوصفه بأنه ضعيف، أو كسول، لا يعرف القراءة..، وكثير من هذه الأوصاف انطباعية ولا يمكن الاتفاق عليها بين مَن يعلمون الطالب، كما أنها غير دقيقة وغير محددة ولا تساعد في إجراء تدخل أكاديمي. فبدلًا من ذلك.. فإن جمع المعلومات عن أداء الطالب بطريقة دقيقة إجرائية يفيد كثيرًا في تحديد مدى الصعوبة، كما يساعد في تصميم خطة العلاج، ويفيد كثيرًا أيضًا في عملية قياس مدى فاعلية التدخل العلاجي لاحقًا.

أمثلة على أوصاف دقيقة لمستوى أداء الطالب:

• يستطيع كتابة الحروف في مواضعها المختلفة ( أ، ب، ت س، ع، ر..).
• يستطيع وصف صورة بطريقة شفهية.
• يقرأ 20 كلمة في الدقيقة.
• لا يميز بين الحروف المتشابهة شكلًا ( خ، ح، ج.. ـــــــ ص، ض..).
• لا يميز بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة.
• يحذف بعض الحروف أثناء الكتابة ( يفضل إرفاق دليل على هذه الأوصاف كصور، مقاطع (فيديو) أو تسجيل صوتي لعملية القراءة.
• علم طفلك استراتيجيات التعلم؛ من أسما أهدف التعلم أن يكتسب الطالب مهارات استقلالية فعالة (أكاديمية، وحياتية)، فالأب أو المعلم لن يبق بجانب الطفل إلى الأبد، لذا من المفيد أن يبدأ الطالب بتعلم مهارات واستراتيجيات (كحل المشكلات، البحث، التواصل، تحليل المهمات، إدارة الوقت…) في مراحل مبكرة من تعلمه.

مواضيع ذات صلة:

 ما هي صعوبات التعلم؟ وما أعراضها؟  كيف أقابل معلم صعوبات التعلم، الخدمات التعليمية لذوي صعوبات التعلم، دمج ذوي صعوبات التعلم، التعليم المتمايز، طفلي من ذوي صعوبات التعلم.