التعليم المتمايز.. الطريق لدمج ذوي صعوبات التعلم

شارك هذه المادة

تمتاز الفصول الدراسية في القرن الواحد والعشرين بتنوع المتعلمين فيها، فقدرات الطلاب واهتماماتهم وثقافاتهم متباينة، ولضمان فرص وخبرات تعلم تلبي احتياجات جميع المتعلمين، جاءت فكرة التعليم المتمايز، والتي تعني: تصميم التعلم من حيث المحتوى والأنشطة والتقييم والبيئة بطرق متنوعة، وتعني أيضًا: تحقيق الهدف التعليمي بأكثر من طريقة، كما أنه يتيح للطالب اختيار الطرق الأنسب لتعلمه.

التعليم المتمايز على النقيض تمامًا من فكرة المادة الدراسية الثابتة لجميع الطلاب، والأنشطة المحددة لجميع الطلاب، وطريقة التقييم الموحدة لجميع الطلاب.

التعليم المتمايز قائم على فكرة المرونة، وفكرة تقبل جميع المتعلمين في غرفة صف التربية العامة.

الطلاب من ذوي صعوبات التعلم هم من أكثر الفئات استفادة من هذه الطريقة، فهي تتيح لهم الاندماج في نظام التربية العامة بكل يسر، حيث يتمكنون من التعلم، والتقدم في النظام التعليمي؛ لأن هذا النظام يقدم التعليم بطريقة متنوعة تجعلهم يتعلمون الهدف التعليمي المعياري لكن بطريقة مرنة.

فعلى سبيل المثال.. يمكن أن يحقق الطلاب الهدف التعليمي التالي بأكثر من طريقة “أن يتعرف الطالب على مفهوم التصدير”، فيمكن أن تقوم مجموعة من الطلاب برسم لوحات تعبر عن انتقال البضائع بين الدول…، ويمكن لمجموعة أن تكتب تعريفًا لعملية التصدير، وتستطيع مجموعة أن تصور فيديو يشرح فيه كل طالب مفهوم الاستيراد، وأخيرًا يمكن أن تقوم مجموعة بتقديم عرض درامي تمثل فيه مشهدًا يتضمن مفهوم التصدير، بحيث يعبر المشهد عن فهم هؤلاء الطلاب للمفهوم… يستطيع المعلم تقييم الطلاب بأيّة طريقة تظهر تحقيقهم الهدف التعليمي.

تجدر الإشارة إلى أن التعليم المتمايز يتضمن عدة عناصر متداخلة فيما بينها عند تطبيقها، سنشرحها بشكل منفصل لغايات التوضيح.

عناصر التعليم المتمايز:

  1. 1- المحتوى: يمكن التنويع بوسائط المحتوى التعليمي بحيث تتضمن صورًا نصوصًا أو بطاقات، مخططات، تجارب، مجسمات تساعد الطالب في الوصول إلى المحتوى بأكثر من طريقة.
  2. 2-العمليات/ الأنشطة: يستطيع الطلاب القيام بعدة أنشطة تخدم تحقيق الهدف التعليمي نفسه، فيمكن لطالب من الوصول إلى معاني المفردات في النص من خلال البحث في القاموس الورقي، بينما يقوم طالب آخر بالبحث من خلال قاموس إلكتروني، أو أن يبحث عن معاني المفردات نفسها من خلال قائمة أو جدول يتضمن معاني هذه المفردات.
  • 3- المنتج/ التقييم: المهم في منتج التعلم أن يعبر الطالب عن تحقيقه للهدف الأكاديمي بأيّة طريقة كانت، فيمكن أن يكتب مجموعة من الطلاب مجموعة من التعريفات لمفاهيم معينة، أما مجموعة أخرى فيمكن أن تصل (تطابق) المصطلح بالتعريف الذي يناسبه، فنلاحظ هنا أن المجموعة الثانية مطالبة بالتعرف وفهم المصطلح، إلّا أن تقييم فهمها تم بطريقة سؤال موضوعي.
  • 4- البيئة: يحفز التعليم المتمايز تصميم بيئات مرنة تتيح الحرية المنظمة للطلاب للتفاعل والعمل بأقل قدر ممكن من القيود، فقد يخصص المعلم ركنًا خاصًّا للقراءة، أو يوفر زاوية مخصصة للحاسوب؛ كي يستخدمه الطلاب عند الحاجة في البحث عن معلومة…، كما أن تصميم التعلم القائم على التعاون يتيح للطلاب التواصل فيما بينهم لبناء المعرفة، ويتيح للمعلم القيام بدور الميسر والداعم للتعلم .

اقرأ أيضًا: 

استراتيجية تحليل المهام، التصميم الشامل للتعلم، التقييم المستند إلى المنهج، الخدمات التعليمية لذوي صعوبات التعلم، دمج ذوي صعوبات التعلم، التقييم المستمر (10 طرق)، قصة ماذا في الصندوق؟ كيف أقرأ قصة لطفلي؟

شارك هذه المادة

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *