|

دمج ذوي صعوبات التعلم

شارك هذه المادة

إن تطور تعليم الأفراد ذوي الإعاقة بشكل عام والأفراد ذوي صعوبات التعلم بشكل خاص تطور من خلال مراحل كثيرة.
فقد كانت هذه الفئة تتعرض للتهميش والإقصاء والرفض، وشيئًا فشيئًا بدأت ثقافة المجتمعات تتغير، وبدأت القوانين والمواثيق تتطور، بحيث بدأت تنص على حقهم في التعليم والمساواة، وبدأت هذه القوانين والتشريعات تنعكس إيجابًا على الممارسات الميدانية.
كانت البداية.. من خلال قبولهم في المدارس وعدم رفضهم، ثم قامت الكثير من الدول بإنشاء غرف مصادر تقدّم فيها الخدمات التعليمية المناسبة لهؤلاء الطلاب، إلا أن الكثير من الخبراء وجدوا أن هذا الشكل من الممارسات لا يزال ينطوي على نوع من أنواع التمييز لهؤلاء الطلاب، كما أنهم شككوا في أن نموذج غرف المصادر يعدّ هو الممارسة المثلى في تعليم هؤلاء الطلاب.
لذا.. جاءت فكرة ما يعرف بالدمج، الذي يعني أن يتعلم الطالب ذو الإعاقة، ويندرج في سياق هذا المقال الطالب ذو صعوبة التعلم، يحصل على الخدمات التعليمية التي تناسبه في صف التربية العامة، جنبًا إلى جنب مع الطلاب الذين ليست لديهم إعاقة أو صعوبة.


الدمج ومنظور الاستجابة للإعاقة بشكل عام وصعوبات التعلم خاص:
تعود فكرة قبول الدمج أو رفضه بنوع الاستجابة في التعامل مع صعوبات التعلم، فهناك طرق كثير لتفسير صعوبة التعلم والتعامل معها:

يعمل الدمج على إزالة العوائق من أمام ذوي الإعاقة، ليكونوا عناصر فاعلين في المجتمع.
  • ففي حين يرفض بعض الأشخاص فكرة أحقية تعلم هؤلاء الطلاب، ينظر البعض لهم بعين الشفقة ويرى أن تقديم بعض الخدمات لهم يعد عملًا خيريًّا.
  • في حين يفسر المنظور القائم على العجز أن صعوبة التعلم ناتجة عن خلل أو تلف لوظيفة في الدماغ، فيرتكز في التعامل مع صعوبات التعلم من خلال المنظور الطبي، بحيث يتم التركيز على الفحوصات الطبية..
  • أما المنظور الاجتماعي في التعامل مع صعوبة التعلم، فيرى صعوبة التعلم تظهر بسبب عدم إزالة المعيقات البيئية للطلاب ذوي صعوبة التعلم.
    هنا برزت فكرة الدمج التي تعمل على تذليل جميع الحواجز التي يواجهها ذوو صعوبة التعلم من خلال طرق كثيرة، سيتم التوسع في شرحها لاحقًا (Bryant، Simth، و Bryant، 2008).
    فلسفة الدمج:
    يرى المؤيدون لفكرة دمج ذوي صعوبات التعلم في صفوف التربية العامة أن لها العديد من الفوائد، منها:
    • تقدم فكرة الدمج منظورًا جديدًا للتعليم، حيث تقبل وتحترم الغرفةُ الصفيةُ المتعلمين المتنوعين، وتعمل على تقليل فكرة تصنيف المتعلمين وما يتبعها من وصمة اجتماعية على الطالب ذي صعوبات التعلم.
    • يقدم نظام الدمج خدمات تعليم ذات جودة عالية يستفيد منها جميع المتعلمين سواء كانوا من الطلاب المعرضين للخطر، أو من الطلاب منخفضي التحصيل “لأسباب لا تعود لوجود صعوبة تعلم”، ومن الطلاب من الأقليات العرقية ومن ثنائيي اللغة.
    • يعمل النظام التعليمي الذي يتبنى الدمج على وضع توقعات معيارية مرتفعة تساهم في تطوير التعلم الأكاديمي لذوي الإعاقة، كما أن الدمج الأكاديمي يتيح الفرصة لذوي الإعاقة للاستفادة من البرامج التعليمية ذات الجودة العالية الموجودة في المؤسسات التعليمية من حيث المصادر والمناهج (Smith ، 2014).
يمثل الشكل مراحل تطور مفهوم الدمج الشامل (Dreyer, 2017).

المتطلبات الخاصة بالتطبيق السليم لعملية الدمج الشامل:
إن وضع الطالب ذي صعوبة التعلم في غرفة التربية العامة دون تقديم خدمات خاصة لا يعد عملية دمج أبدًا! فعملية الدمج لها متطلبات وشروط، كما توجد لهذه العملية أشكالًا متعددة من حيث التطبيق، إلا أن جميعها تحتاج بعض الشروط، منها:

  • الإيمان بحق الطالب ذي صعوبة التعلم في التعلم في صف التربية العامة.
  • احترام قدرات الطالب وعدم النظر إلى أن وجوده في الصف امتياز حصل عليه، أو إشعاره بنوع من الشفقة.
  • امتلاك معلم التربية العامة قدرًا من التدريب (مفهوم صعوبات التعلم، أعراض صعوبات التعلم..)، مما يؤهله للتعامل مع هذه الفئة من الطلاب.
  • حماية الطالب ذي صعوبة التعلم من التنمر، والعمل على إشراكه في المهمات الأكاديمية الاجتماعية بطريقة تساهم في استقلاليته.

وبعد تحقق الشروط اللازمة لتطبيق الدمج الشامل، نأتي هنا إلى نوع البرامج التي يمكن استخدامها في عملية الدمج، حيث لا يشترط تطبيقها كلها، بل يمكن اختيار الأنسب بناء على حاجة الطالب، وعلى إمكانيات المدرسة الفنية من حيث توفر عدد كافٍ من أخصائيي التربية الخاصة أو صعوبات التعلم..
وتجدر الإشارة إلى أن ذكر هذه الطرق هنا سيكون مختصرًا؛ لأن شرحها سيتم بصورة مفصلة في مقالات منفصلة.
الخدمات الخاصة بتطبيق الدمج:

  1. الفريق متعدد التخصصات.
  2. التكنولوجيا المسندة.
  3. البرنامج التربوي الفردي (IEP Individualized Education Program,).
  4. التدريس التشاركي “Co-teaching”.
  5. التعليم المتمايز “Differentiated Instruction”.
  6. التصميم الشامل وتطبيقاته في التعليم.
  7. نموذج الاستجابة للتدخل (Response to Intervention (RTI
  8. تعديل المنهج.
  9. تكييف المنهج.

الكلمات المفتاحية: التنمر، تعديل السلوك، صعوبات التعلم، وتقدير الذات، الثقة بالنفس، التنمر، التعامل مع ذوي صعوبات التعلم، تعديل السلوك، أساليب تربوية، طرق واستراتيجيات تربوية،دمج ذوي صعوبات التعلم، الفريق متعدد التخصصات، البرنامج التربوي الفردي، تعديل المنهج، تكييف المنهج. تعلم، تعليم، أساليب إديو، تربية خاصة، التعلم، استراتيجيات تعلم، تصميم المناهج، أساليب التعليم، مهارات دراسية، تقييم صعوبات التعلم، برامج التدخل العلاجي لصعوبات التعلم، الدمج. استراتيجيات تعلم، دور الآباء، أولياء الأمور، استراتيجيات تعلم، المدرسة، إرشادات للتعامل مع ذوي صعوبات التعلم، استراتيجيات التعامل مع ذوي صعوبات التعلم، طرق وأساليب تربوية، المدرسة، أعراض صعوبات التعلم، استراتيجيات، طرق التدخل العلاجي، مهارات دراسية، أساليب التعليم، طرق تعليم، تشخيص صعوبات التعلم، التعرف على ذوي صعوبات التعلم.


المصادر:

Bryant, D., Simth, D. D., & Bryant, B. (2008). Teaching Students With Special Needs In Inclusive Classrooms. (م. اسماعيل, Trans.) Persons.
Dreyer, L. (2017). Inclusive Education. researchgate, 383-400.
Smith , D. (2014). Teaching Students With Special Needs in Inclusive Settings. London: Person.

شارك هذه المادة

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *