15 طريقة لزيادة انتباه وتذكر وإدراك الأطفال
في هذا المقال جمعنا طرق تحسين الانتباه والتذكر الإدراك معا نظرا للتداخل ما بين هذه العمليات، من جهة وتقارب الاستراتيجيات التي تحسن من أدائها من جهة أخرى، فطرق تحسين الانتباه، تساعد في تحسين التذكر وهكذا. ولا بد لنا أن نقدم عرضا موجزا عن عملية حدوث الانتباه والتذكر الإدراك.
فالانتباه يعني:
تمييز مثير حسي بصري أو سمي أو شمي.. من بين عدة مثيرات، فسائق السيارة مثلًا يستبعد آلاف المثيرات البصرية عند اقترابه من الإشارة الضوئية، ويختار مثير “لون الإشارة الضوئية” الذي يصل عن طريق حاسة البصر، هذه العملية متداخلة مع عملية الذاكرة، حيث يحدث استرجاع لشكل الإشارة الضوئية ولونها، بحيث يعطي الإدراك معنى للمثير الحسي الذي وصل إلى الدماغ، وفي هذه الحالة، ومن خلال الخبرات السابقة يدرك الدماغ أن لون الإشارة الحمراء يعني ضرورة التوقف، بالتالي يتخذ قرار “سلوك” التوقف.
وإذا أردنا تقديم مثال أكاديمي على هذه العملية، فعند مشاهدة الطالب لبطاقة الحرف “ج” التي ترفعها المعلمة، فإن حاسة البصر توصل الكثير من المثيرات البصرية إلى الدماغ، ونظرًا لجاذبية لون البطاقة وكبر حجمها ورفع المعلمة لها عاليًا، فمن المرجح إن يحدث انتباه الطالب للبطاقة، فإن الانتباه كما قلنا يميز مثيرًا ما من بين عدة مثيرات، فيتم استبعاد مثيرات أقل أهمية لدى الطالب في ذلك الموقف، كورقة ملقاة على الأرض، تبدأ هنا عمليه التذكر باستدعاء الصور المطابقة للشكل المعروض “ج”، فيبدأ الدماغ بإدراج الشكل، أي: يعطي له معنى، كأن يميز موقع النقطة في حرف الجيم، فإذا تمكن من استرجاع الصوت المطابق لشكل الحرف، فإن عملية إدراك الحرف قد تمت هنا بنجاح، أما إذا لم يتمكن من إدراك الحرف، أي: لم يتمكن من التعرف عليه، فيمكن للمعلمة أن تسمي الحرف، فتتم عملية الانتباه وتذكر وإدراك جديدة وتفكير، وإذا نجحت هذه العملية واستطاع الطالب قراءة صوت حرف الجيم، فإن تغييرًا حدث على سلوكه، واكتسب سلوكًا جديدًا، فإن عملية التعلم حدثت وتحتاج لممارسة إضافية؛ لتعميم أثر التعلم على مواقف أخرى، كأن يقرأ الطالب حرف الجيم في مواقف أخرى في قراءته في كلمة “جمل”، أو كلمة “ثلج”..
يجب التأكيد على أن جميع هذه العمليات متداخلة مترابطة وأحيانًا متزامنة، لذا من المهم معرفة مدى مستوى أداء الطالب في هذه العمليات، وهذا يقودنا إلى السؤال التالي:
“أدرس ابني الحروف لكنه ينساها بسرعة” الإجابة المتوقعة على هذا السؤال:
إن الطالب قد يواجه مشاكل في العمليات النفسية الأساسية، فمتابعة تدريس الطالب من خلال الطرق التقليدية نفسها، كالتلقين والتكرار.. لن يكون هذا مجديًا، لذا يجب النظر إلى ما يمكن تسميته بالبنية التحتية لعملية التعلم، فالكثير من الآباء والمعلمين لا يدركون تأثير ضعف الذكاء والانتباه والإدراك على التعلم، ويستمرون في تكرار تلقين فقرة الإملاء على الطالب، ويتعجبون كل مرة من أن الطالب لا يزال يكرر الأخطاء نفسها!
نقترح بالتفكير بطريقة أخرى مختلفة وموازية لعملية تدريس المحتوى الأكاديمي، وهي:
إجراء تمارين تحسن من أداء العمليات النفسية الأساسية (الانتباه، الذاكرة، الإدراك، والتفكير..).
ومن طرق تطوير الانتباه والذاكرة والإدراك:
1. تقليل عدد المثيرات التي تقدم للطالب:
يمكن أن يقرأ الطالب فقرة بدلًا من أن يقرأ نصًّا كاملًا، يمكن أن يكتب الطالب 5 كلمات بدلًا من أن يكتب 20 كلمة.
2. زيادة شدة المثير المطلوب:
فيمكن تظليل الكلمات الجديدة بلون مميز، كما يمكن تدعيم المثير بصورة توضيحية أو مقطع (فيديو).
3. استخدام الحواس المتعددة:
فيمكن عرض المثير بأكثر من طريقة، فعند تعليم الطفل حرفًا، فيمكن عرضه من خلال صورة، ومن خلال مجسم، كما يمكن إحضار مجسم لأشياء تبدأ بالحرف المطلوب، فعلى سبيل المثال: عند تعليم حرف “الباء”، يمكن إحضار مجسم لــ بطة، وبقرة وبرتقال..
4. عرض المادة الدراسية بشكل مجموعات مترابطة:
5. أسلوب مراقبة الذات:
حيث يتم تعليم الطالب مفهوم الانتباه وتدريبه على كيفية قياسه، بحيث يصبح واعيًا لهذه العملية (عاشور، محمد، النجار،2015).
6. تعلم المحتوى بطريقة حقيقية (Authentic learning ):
يقصد بذلك أن يتعلم الإنسان مهارات ومعلومات تلبي حاجاته المعرفية وتناسب اهتماماته. فكيف سيكون انتباه طفل أثناء تعلم اللغة اليابانية، إذا كان يسكن قرب منطقة أثرية يزورها آلاف السياح والكثير منهم بحاجة لدليل سياحي يتكلم اللغة اليابانية، من المحتمل أنه سينتبه ويدرك ويتذكر ويتقن الكثير من اللغة اليابانية، والسبب أن لديه حاجة لتعلم تلك اللغة، وعكس هذا المثال ينطبق على كثير من المواد الدراسية حيث يتم تقديمها بطريقة غير مرتبطة بحاجة المتعلم، لذا تجده غير منتبه وبالنتيجة لن يحدث التعلم.
وهنا تكمن مهارة المعلم في مسألتين، الأولى: اختيار مواضيع ضمن اهتمامات طلابه، فيمكنه جمع معلومات عن الأماكن التي يحبونها، الحيوانات التي يحبون التعلم عنها، الدول التي يرغبون بزيارتها… وتقديم محتوى التعلم ضمن هذه المواضيع. أما المسألة الثانية: فيحتاج المعلم إلى تعريف الطلاب بأهمية المهارة أو المعلومة التي يقدمها لهم إن لم تكن ضمن اهتماماتهم فمثلا قبل أن يعلمهم قراءة الحروف، يمكن أن يحكي لهم قصة طفل أراد أن يذهب إلى المدينة كي يشتري لأمه الدواء، لكنه لم يكن يعرق القراءة، فبدأ بتعلم بعض الكلمات التي ساعدته على قراءة العنوان والوصول إلى الصيدلية ثم عاد إلى أمه ومعه الدواء، نلاحظ هنا أن الكثير من الأطفال لا يحبون القراءة لكن تقديم مهارة القراءة تمت من خلال نشاط جذب وحفز انتباههم للتعلم.
7. التأمل:
تتضمن عملية التأمل قدرًا من التركيز، وقد تقود إلى فوائد على العقل والجسد في آن واحد.
8. تحفيز الخيال:
زيادة تصور الأحداث والأشياء وتخيل صور بصرية لها في العقل، فعلى سبيل المثال: يمكن أن يتخيل الشخص أنه يزور غابة ليتعرف على ما يمكن أن يجده فيها، فإن رسم صورة ذهنية لهذا المكان يعمل على تحسين ذاكرة الفرد لما يمكن أن يراه في الغابة..
9. تقديم المعلومات بطريقة غريبة:
الإنسان ينتبه لكل غريب أو غير مألوف، فيمكن للمعلم أن يقدم درس الجهاز الهضمي عن طريق مسرحية تكون المعدة إحدى شخصياتها الأساسية وبقية الأعضاء تساعدها في حل بعض مشاكل الهضم.
10. استخدام الاختصارات:
مثل (United nation , UN) (BBc).
11. ممارسة الأنشطة الاجتماعية:
مثل: إجراء نقاشات وممارسة بعض الألعاب التي تعمل على تحسين الصحة النفسية للفرد، مما يساعد في أداء الوظائف العقلية.
12. تعلم مهارة جديد:
كالسباحة، قيادة دراجة، إعداد طعام، أداء تجربة علمية..
13. ممارسة التمارين الرياضية:
14. ممارسة النوم الكافي:
تعد مسألة النوم مسألة حاسمة فيما يتعلق بوظائف الدماغ والجسم.
15. ممارسة ألعاب الإدراك:
مثل: اكتشف الاختلاف بين صورتين، لعبة المتاهة، التعرف على النجمة من بين العديد من الأشكال، تركيب المكعبات، تركيب الصور (Puzzles).
المصادر:
عاشور، أ. محمد، م. النجار، ح (2015) صعوبات التعلم النمائية – الصعوبات الأولية والثانوية – اضطرابات تجهيز المعلومات التطبيقات التشخيصية والعلاجية. عمان: دار المسيرة.
شارك هذه المادة