|

الشراكة بين الأسرة والمدرسة جسر نجاح ذوي صعوبات التعلم

شارك هذه المادة

يختلف مفهوم أو تعريف التعاون بين المدرسة والأسرة فيما يتعلق بتعلم الأطفال بشكل عام، وتعلم ذوي صعوبات التعلم بشكل خاص، ومن شخص لآخر، ومن مؤسسة لأخرى.

فما الحد اللازم لحدوث هذا التعاون؟

هل يكفي أن ترسل المدرسة عيّناتٍ من أعمال الطالب أو تقاريرَ عن تعلم الطالب لندّعي حدوث الشراكة؟

أم يجب على الأسرة أن تنغمس في عملية تعلم ابنها؟ بحيث تكون مدرسة مسائية في المنزل؛ لمساعدة ابنها في إكمال واجباته المدرسية.

أسئلة كثيرة.. تدور حول هذا المفهوم، وسنحاول الإجابة عن بعضها في هذا المقال؛ بهدف إشعال ومضةٍ حول موضوع الشراكة بين الأسرة والمدرسة.

التعاون بين المدرسة وأهل ذوي الإعاقة
التعاون بين الأسرة والمدسة يشمل جميع مراحل عملية تعلم ذوي الاحتياجات الخاصة

إن الشراكة ما بين المدرسة والأسرة تعدّ علاقة يعمل كل طرف فيها على أداء أدوار خاصة به، وأحيانًا تتقاطع هذا الأدوار، بحيث تشمل الشراكة على العديد من المراحل، تبدأ منذ لحظة إحالة الطالب للتشخيص، وتمتد للتخطيط على طبيعة الأهداف التعليمية التي سيتعلمها الطالب، والتعديلات البيئية التي ستُجْريها كلٌّ من المدرسة والأسرة فيما يخص بيئة تعلم الطالب، بالإضافة إلى تقييم ومراقبة تقدم تعلم الطالب، وأخيرًا.. تمتد الشراكة إلى مرحلة الخطة الانتقالية التي تخصّ انتقال الطالب للمرحلة الدراسة الثانوية، وما تتطلبه من تقييمٍ يخصّ مهاراته، ونقاط قوته، واهتماماته، والأهداف المهنية التي تناسبه.

وقد رسمت العديد من المبادئ التي يجب أن توضح إطار العلاقة ما بين الأسرة والمهنيين العاملين مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وهي:

1 – التواصل: يعنى هذا المبدأ بوجود نظام وآلية وقنوات منظمة لعملية التواصل.

2- الاحترام: يقوم هذا المبدأ على تقبل المهنيين آراء وثقافة ومعتقدات أولياء الأمور.

3- المساواة: يقصد بهذا المبدأ التعامل مع الأهل والطالب دون تمييز أو تحيز.

4- الثقة: يجب أن تبنى العلاقة بين أولياء الأمور والمدرسة على الثقة بتقديم المدرسة أفضل الممارسات، وتبنى الثقة أيضا من خلال اتخاذ المدرسة أفضل القرارات لصالح تعلم الطالب.

5- الكفاءة: يجب أن تقدم المدرسة والفريق المدم للخدمات التعليمية أفضل الممارسات العملية.

6- الالتزام: يشمل مفهوم الالتزام قيام كل من المدرسة وأولياء الأمور بتحمل المسؤولية المتعلقة بقيامه بواجباته.

7- التأييد والدفاع عن الحقوق: يقوم هذا المبدأ توضيح المدرسة لأولياء الأمور حقوق الطالب في جميع جوانب الخدمة التعليمية. (1)

التعاون بين المدرسة والأسرة
يلعب الأهل دورا محوريا في تصميم الخطة التربوية الفردية.

يقدم المعلمون وأولياء الأمور رؤًى مثيرة للاهتمام حول طريقة حصول مشاركة حقيقية في المدارس، حيث يقتضي التعلم الشمولي الناجح تفاعلًا دائمًا بين المعلم والآباء، يرسم التعاونُ بين المعلمين وأولياء أمور الطلاب الطريقَ إلى نجاح عملية التعلم والوصول إلى صفوف دراسية شاملة، تراعي احتياجات المتعلمين. (2)

إن العمل على تنفيذ هذه المبادئ في بناءِ شراكةٍ يساعد في تنظيم تعلم الطلاب ذوي صعوبات التعلم.

فالتواصل الفعال والمنظم من خلال دفاتر الملاحظات، أو من خلال البرامج الإلكترونية، أو الزيارات المستمرة والاجتماعات يمكّن كل طرف من تحديد احتياجاته وتوضيحها للطرف الآخر.

كما يعدّ مبدأُ الالتزام من المبادئ التي تؤدي الاستمرار في تطبيقها إلى حدوث أثرٍ إيجابي كبير على تعلم الطالب، كذلك الحال فيما يخصّ التعرف على حقوق تعلم الطالب في الحصول على خدمات تعليم مناسبة، كالحصول على تقييم، وبرنامج فردي يناسب احتياجاته..

التعاون بين الأسرة والمدرسة

وفي الختام.. هذه الشراكة أو العلاقة هي علاقة بنائية تتطور، وتمرّ في مراحل، وتأخذ أشكالًا عديدة، وأحيانًا تأخذ أشكالًا وممارسات خاطئة، لم نودّ الخوض فيها في هذا المقال، ومنها: لا بدّ من التأكيد على أن كل طرف (الأسرة والمدرسة) يجب أخذ زمام المبادرة في بناء هذه الشراكة، وذلك من خلال المبادئ التي ذكرناها، أي: بناء جسر متين يستطيع الطالب العبور من خلاله؛ للوصول إلى النجاح المنشود.

المصادر:

  1. Families, professionals, and exceptionality: positive outcomes through. (2014). Prentice Hall. https://www.pearson.com/en-us/subject-catalog/p/families-professionals-and-exceptionality-positive-outcomes-through-partnerships-and-trust/P200000001965/9780133418248
  2. https://files.eric.ed.gov/fulltext/EJ1106456.pdf
  3. Handshake Business Corporate – Free vector graphic on Pixabay
  4. Office Business Work – Free vector graphic on Pixabay
شارك هذه المادة

Similar Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *