قصة (مدار) الجزء الثاني
تَعْمَلُ مِئاتُ الأَقْمارُ الصِّناعيَّةِ في الفَضاءِ المُحيطِ بِالكُرَةِ الأَرْضيَّةِ، كُلُّ قَمْرٍ يَسيرُ في مَدارِهِ طَوالَ اللَّيلِ وَالنَّهارِ، بِلا كَلَلٍ أَوْ مَلل. ظَلَّت تِلْكَ الأَقْمارُ على حالِها إلى أَنْ نادى القَمَرُ كاشف قَمَر الخرائط والمواصلات بِأَعْلى صَوْتِه: ساعِدوني.. ساعِدوني..
رَدَّ قَمْر الطَّقْسِ الحالَةِ الجَوية راصد: ماذا حدث؟
قال كاشف: قبل ثوانٍ فقدت الاتصال بطائرة مروحية فيها طاقم من علماء البحار فوق المحيد الأطلسي! كما أن المحطات الأرضية فقدت الاتصال بتلك الطائرة أيضاً، يجب أن أبحث في منطقة شاسعة، ولا أظن أني قادر على ذلك وحدي.
سأل قمر حالة الطقس: ما الخطة؟ لا وقت لدينا. أخشى أن تكون قد غرقت!
قسم كاشف منطقة البحث بين أصدقائه الأقمار، وبدأوا يبحثون من خلال الكاميرات الدقيقة وأجهزة الاستشعار، لكنهم لم يجدوا الطائرة، كما أن فرق الإنقاذ الأرضية لم تتمكن من العثور على الطائرة أيضاً. بعد مرور ساعة من البحث، بدأ اليأس يتسلل إلى نفس الجميع من العثور على طاقم الطائرة حياً.
صرخ القمر راصد: وجدتهم.. وجدتهم.. وجدت طاقم الطائرة، لكن دون الطائرة! أرسل راصد موقع طاقم الطائرة لفرق الإنقاذ الأرضية التي سارعت إلى الموقع الطاقم وأنقذت الطاقم الذي كان أفراده عائمون في مياه المحيط بمساعدة سترات النجاة. أخبر طيار الطائرة المروحية أن المحرك توقف عن العمل وصاحب ذلك خلل كهربائي تسبب بتوقف أجهزة الاتصال، فاضطر أن يهبط بحذر في مياه المحيط، فخسر الطائرة لكنه أنقذ حياة الطاقم. فرح الجميع بسلامة طاقم الطائرة، بفضل تعاون الأقمار الصناعية.
- لو كنت مكان طيار المروحية، وخيرت بين الحفاظ على سلامة الطائرة دون الركاب، أو سلامة الركاب دون الطائرة، ماذا ستختار؟
- برأيك، لماذا لا ينجح الكثير من الناس عند قيامهم بعمل تعاوني؟