تقنيات الإدارة الصفية الفعالة

تعرف الإدارة الصفية على أنها:

مجموعة متنوعة من التقنيات والمهارات التي يستخدمها المعلم؛ لجعل الطلاب منظمين ومنخرطين في التعلم، ومنتبهين للمهمات المطلوبة.

وعندما تتحقق متطلبات الإدارة الصفية الناجحة، تقل السلوكيات المعيقة للتعلم على مستوى الطالب وعلى مستوى المجموعة الصفية.

بشكل عام يُظهر المعلمون الفاعلون مهارات إدارة صفية قوية، أما المعلمون قليلو الخبرة والأقل فاعلية، فتمتاز صفوفهم الدراسية بالاضطراب.

يركز المفهوم التقليدي للإدارة الصفية على: مبدأ امتثال الطلاب لقوانين الصف، مثل: جلوس الطلاب في أماكنهم، واتباع التعليمات.

أما مفهوم الإدارة الصفية الحديث فيركز بشكل كبير على: ما يفعله المعلم، من حيث تعليم السلوكيات الإيجابية للطلاب، مثل: (الابتسام للآخرين)، والتعامل معهم باحترام وعدالة، وصولًا إلى إدارة البيئة الصفية بشكل محفز للتعلم والخيال.

ويشمل مفهوم الإدارة الصفية الحديث وجودَ توقعات أو معايير للمهمات، وللتواصل، كما يركز على تصميم صفوف دراسية غنية بالمواد: (نصوص، الأدوات والمعدات)، أو الأنشطة: (خبرات التعلم المصممة، والتي تراعي رغبات واهتمامات الطلاب وشغفهم وفضولهم). يصل هذا المفهوم للحد الذي لا يمكن فيه الفصل بين الإدارة الصفية وعملية تعلم الطالب. (1)

تقنيات الإدارة الصفية:

بدايةً.. لا يوجد قانون أو وصفة ثابتة تطبق في جميع حالات الإدارة الصفية، بل توجد مجموعة واسعة من الاستراتيجيات والإجراءات والممارسات الفعالة التي تساهم بشكل كبير في خلق بيئة صفية منظمة وفعالة، وفيما يلي مجموعة من ممارسات الإدارة الصفية الفعالة:

1. وضع توقعات صفية إيجابية واقعية: يجب أن تكون هذه التوقعات محددة وواضحة ومختصرة، يفضّل تعليقها في الصف؛ لتذكر الطلاب بها، كما يفضّل إشراك الطلاب في وضع هذه التوقعات.

مثال:

• أحضر أدواتي الدراسية.
• أحافظ على نظافة صفي ومقعدي.
• أستمع لمعلمي وزملائي.
• أكمل مهماتي.
• في نهاية الدرس.. أترك مقعدي منظمًا، وأدواتي في الحقيبة.

2. تعليم الطلاب هذه التوقعات وتوضيحها، وتقديم نموذج على كل بندٍ من بنودها.

3. تعزيز الطلاب عند تطبيق هذه التوقعات: التعزيز الإيجابي لفظيا كان أو معنويا يعمل على زيادة السلوك المرغوب، يمكن للمعلم استخدم لوحة التعزيز أو العقد السلوكي أو برامج التعزيز الإلكترونية لتعليم الطلاب السلوكيات الإيجابية مثل: سوك الجاهزية للدرس.

4. وضع روتين وعادات صفية ثابتة: يشمل الروتينُ الصفي تفاصيلَ وآلية ونظام الحصة الدراسية، فهو يعني وجود تكرار منظم لمفاصل محددة من الحصة بشكل يسهم في إنسيابية الدرس بعيدًا عن الارتجال أو العشوائية وعدم الثبات، ولا بدّ أيضًا من الإشارة إلى أن الروتين لا يعني تصميم التعلم بطريقة رتيبة أو مملة أو خالية من الإبداع.

ومن الأمثلة على الروتين الصفي:

• كيفية بدء المعلم بالدرس (الترحيب بالطلاب استخدام جملة افتتاح، مثل: جملة مكررة يفتتح فيها الدرس (السلام عليكم، والآن نبدأ الدرس..، يمكن أن يطفئ ويشعل المعلم الأضواء إعلانًا ببدء الدرس، أو العد 3، 2 ، 1، حتى حركة المعلم عند دخوله إلى الغرفة الصفية ووضع أداوته وتجهيزها، ثم الوقوف في مكان محدد لإعلان بدء الدرس يعدّ مثالًا على الروتين الصفي أو أن يقوم بأيّة حركة تدل على ذلك.
• آلية توزيع الأوراق وجمعها.
• طريقة خروج الطلاب إلى الحمام.
• طريقة غلق الدرس.

5. الخطة البديلة: كثيرًا ما تحدث أمور خارجة عن السيطرة، تؤثر على عملية التعلم، مثل:

• تعطل اللوح الإلكتروني.
• انقطاع التيار الكهربائي.
• عدم إحضار الطالب لكتابه أو أدواته.
• حصول شجار بين الطلاب.
• يجب أن يستعد المعلم لحدوث أي طارئ، أو أن يمتلك القدرة على الاستجابة السريعة لهذا الحدث.

6. إدارة الوقت: من أهم عناصر الإدارة الصفية الفعالة إدارة الوقت، تبدأ هذه العملية قبل بدء الحصة وذلك أثناء التخطيط للحصة، وعمل المعلم على تقدير زمن تعلم كل نشاط.

7. الانتقال من نشاط لنشاط:

 قد تعد هذه العملية من أصعب مهارات الإدارة الصفية، فلا يجب أن تتداخل أنشطة التعلم دون وعي الطلاب بأن المهمة الأولى قد انتهت، وأن الهدف منها قد تحقق، ثم معرفتهم بأنهم قد انتقلوا إلى نشاط التعلم التالي فمثلا: ينهي الطلاب نشاط القراءة الصامتة، فيجب على المعلم غلق النشاط من خلال إخبار الطلاب بانتهاء الوقت المخصص للقراءة ويمكنه تقديم تغذية راجعة سريعة حول النشاط “أشكر الجميع على الالتزام بالهدوء” ، “البعض كان يقرأ دون ضبط حركة الحرف الأخير” ، “والآن سننتقل إلى نشاط تحليل عناصر القصة”، فيشرح المطلوب من المهمة الثانية ثم يتيح للطلاب بدء التنفيذ.

8. التجاهل المقصود:

•  يعلم المعلم الخبير أن بعض الطلاب يتصرفون بشكل مقصود أو غير مقصود بتصرفات تهدف إلى جذب الانتباه أو إلى تجنب أداء المهمة الدراسية (إضاعة الوقت)، لذا يعمل المعلم على تجاهل بعض السلوكيات المعطلة لسير العمل، ويجذب انتباه الطلاب لأداء المهمة، أو يعمل على تعزيز المنغمسين بالنشاط؛ كي لا يفقد الطلاب تركيزهم لصالح المخالفات السلوكية.

9. الاستماع للطلاب:

يسمع المعلم الفعال لاقتراحات وآراء الطلاب، ويحفزهم على التعبير عن أنفسهم، ويجمع تغذية راجعة عن أنشطة التعلم؛ لمعرفة ما يحبون وما لا يحبون، هذه الخطوة تساعد في تصميم دروس جذابة، كما تساعد في معرفة سبب قيام الطالب ببعض التصرفات

من الممكن أن يتم طرح الأسئلة التالية على الطلاب:

• لِمَ أنت متعب؟
• ما أكثر جزء أعجبك في هذا الدرس؟
• لو كنت معلمًا، ما كنت ستغير في هذا الدرس؟
• كيف يمكنك أن تكمل كتابة هذه الفقرة؟ كيف يمكنني مساعدتك؟
• ما رأيك بطريقة حديثك مع زملائك؟

10. تصميم دروس فعالة:

إن الدروس التي تلامس رغبات الطالب واهتماماته وتتطلب منه أداء مهمات يشعر بأهميتها، تزيد من انتباهه ومن انغماسه في التعلم، وبالتالي تقلل من انشغاله بالمخالفات السلوكية، فكما أشرنا سابقًا، إن الإدارة الصفية الفعالة لا تقلّ أهمية عن عملية تخطيط درس غني بالأنشطة وعميق بالمهمات.

11. بناء شراكة مع الأهل، ونظام تواصل فعال معهم:

 يساهم التواصل بين أهل الطالب والمعلم في عملية إدارة الصف، حيث يعيش الطالب في بيئات (البيئة المدرسية، والبيئة المنزلية) بشكل منسجم ومتكامل غير منفصل أو متناقض، كما يمكن للأهل تقديم معلومات أو مقترحات حاسمة في هذا الخصوص. (2)

12. طلب الدعم والاستشارة:

اطلب الدعم والمشورة من زملائك المعلمين والمرشدين النفسيين، في كثير من الحالات نجد أن طالبًا يلتزم بالتوقعات الصفية في درس، ويعمل على كسرها في درس آخر، لذا لا بدّ على المعلمين أن يتعاونوا في فهم أسباب هذا النسق، ووضع حلول مشتركة؛ لتطوير إدارة صفوف مشتركة.

وفي حال عدم حدوث تقدّم في حالة الإدارة الصفية على مستوى مجموعة دراسية أو على مستوى حالة، فيجب الرجوع إلى المرشد التربوي؛ للبحث عن مزيدٍ من الحلول.

المصادر:

1. https://www.edglossary.org/classroom-management/
2. https://www.uopeople.edu/blog/classroom-management-strategies/