10 طرق للتعامل مع ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه

إنَّ الأطفال من ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه أو كما يسمى بــ (النشاط الزائد ونقص الانتباه) يواجهون صعوبات كبيرة في التكيف مع البيئة، فهم مندفعون، يواجهون صعوبات في بدء مهمات التعلم، وغالبًا لا ينجزونها؛ بسبب حركتهم وضعف دافعيتهم للتعلم.

ومن هنا.. تبرز الحاجة لطرق وأساليب تربوية تحسن من تعلمهم؛ لأن المربين (الأب، الأم، المعلمة…) يحتاجون لتطبيق بعض التدخلات العلاجية التي يستهدف بعضها تنظيم البيئة وبعضها الآخر تعليم الطفل سلوكيات وعادات تقلل من حدة هذا الاضطراب، ومنها:

أولًا: تنظيم بيئة الطالب المادية:

1. تقليل المشتتات، إبعاد المواد والأدوات الخطرة، وإتاحة الألعاب في الزمان والمكان المخصص لها فقط.
2. استخدام نظام رموز الألوان (Colour Code) في تصنيف الكتب والدفاتر وأماكنها، فيمكن وضع لاصق (Sticker) برتقالي على دفاتر وكتب مادة اللغة العربية، ولاصق أزرق على دفاتر وكتب مادة اللغة الإنجليزية..
3. في الحالات الشديدة يمكن عرض التعليمات أو واجبات التعلم من خلال بطاقات مصورة تساعد الطفل على فهم المهمة المطلوبة بطريقة بصرية.

ثانيًا: بناء روتين صفي ومنزلي:

لا يقصد بالروتين الصفي أو المنزلي وضع الطفل في بيئة مُملّة غير قابلة للتغيير أو التعديل، بل يقصد بالروتين نظام وعادات يتعلمها الطفل.

إن بناء هذا النظام يحتاج إلى وقت وجهد، وإلى ثبات في تطبيقه؛ للحفاظ على استمراريته.

أمثلة على الروتين الصفي والمنزلي:

• وقت النوم، وقت الاستيقاظ، وقت الراحة، وقت الترفيه..
• إجراءات غلق الدرس خلال آخر خمس دقائق، بحيث يعرض الطلاب ملخصات مكتوبة أو محكية لما تعلمونه، وإجراءات الغلق المادية للدرس من حيث جمع كل طالب لأدواته الصفية ووضع الكتب في أماكنها المخصصة (الحقيبة أو الخزانة المخصصة لذلك).
• من أمثلة الروتين المنزلي: أماكن ممارسة بعض الألعاب، فلعب كرة القدم يكون فقط في ساحة المنزل، ولا يسمح بممارستها في الداخل.
• روتين قراءة الطفل للنصوص من حيث رسم دوائر حول الكلمات غير الواضحة ووضع خطوط تحت الأفكار الرئيسة.
• طريقة العمل ضمن مجموعات، من حيث توزيع الأدوار بين الطلاب، والاستماع إلى الآراء المختلفة.
• طريقة أداء الواجبات والاختبارات من حيث فهم الأسئلة والبدء بالأسئلة السهلة، ووضع رموز حول الموضوعات التي تحتاج لإعادة مراجعة.
• خلع الأحذية عند دخول المنزل، ووضعها في المكان المخصص.

ثالثًا: الحفاظ على بيئة مرنة:

وفي المقابل لا بدّ أن تصمم بيئة الطفل ذي فرط الحركة وتشتت الانتباه بطريقة مرنة تقبل التعديلات التي لا تلغي النظام الصفي أو المنزلي، بيئة غير صارمة تتيح للطفل حريّة الحركة المنظمة، وتقبل بعض التعديلات المتعلقة بالقوانين أو المواعيد.

أمثلة على تطبيق المرونة مع ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه:

• السماح للطفل بالخروج إلى الحمام بمعدل أكثر من زملائه.
• السماح له بالحركة في الصف بطرية لا تؤثر على تعلم بقية الطلاب، يمكن تخصيص مقعدين له؛ كي يتمكن من الحركة.
• تقديم خيارات له: هل تريد أن تقرأ القصة أولًا أم أن تكمل مشروع العلوم؟ هل تريد أن تعبر عن فهمك لتسلسل أحداث القصة من خلال الرسم أم الكتابة أو تسجيل فيديو؟

إن المرونة تعطيه مساحة للحركة والتنقل بطريقة تمنع الصدام المتكرر مع الأنظمة الصفية. إن التوازن بين الروتين والمرونة يتطلب مهارة عالية من قبل المربي (المعلمة، الأم، الأب..)، حيث إن عدم الموازنة بينهما قد يفشل النظام السلوكي الموضوع للطالب ويسبب عدم ثبات يهدم كل ما تعلمه الطفل.

رابعًا: استخدم بطاقة الحركة:

بطاقة يقدمها المعلم أو المعلمة للطالب؛ كي يتحرك بطريقة تضمن عدم خروج الأمور عن السيطرة، مثال:

الطالب (شريف):

• معلمتي، أريد الخروج إلى الحمام.

المعلمة (سُعاد) تُقَدّر حاجة الطالب للخروج أو الاستمرار في التعلم، فتقول:

• حسنًا يا شريف، أكمل حلّ المسألة، ثمَّ سأعطيك بطاقة الحركة لتذهب إلى الحمام.
• اقرأ المزيد: قصة بطاقة الحركة

خامسًا: استخدام ساعة التوقيت:

الكثير من ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه يواجهون صعوبة في إدراك مفهوم الوقت، فعندما يطلب المعلم من أحدهم أن يقرأ نصًّا دون تحديد زمن لأداء المهمة، فإن الحصة تنتهي دون أن يبدأ الطالب بالمطلوب، أما عند تحديد زمن لأداء المهمة، وتقديم عرض لساعة التوقيت باستخدام (الهاتف، أو الشاشة في الصف..) للزمن المتبقي، فإن الطالب ينغمس بشكل أكبر في أدائها، ومن الأمثلة على ذلك:

• ضبط ساعة التوقيت للقراءة لمدة خمس دقائق.
• تخصيص عرض ساعة رقمية (تنازلية) أثناء أداء الطالب لمهمة حل مسائل رياضية. (10 دقائق).
• تشغيل ساعة التوقيت وإعطاء الطالب ثلاث دقائق كي يخرج كتابه وأقلامه ويجلس في مكانه.
• تخصيص نصف ساعة للطالب لمشاهدة التلفاز..

ملاحظة:

لا بدّ من التأكيد على أن الهدف من استخدام ساعة التوقيت هو تنظيم وقت الطفل وليس تهديده أو وضعه تحت ضغط أثناء أدائه لمهام التعلم.

سادسًا: التأمل الذاتي (Reflection):

الاستماع الجيد للطالب ذي النشاط الزائد ينمي لديه الثقة بالنفس، ويساعده على التعبير عن نفسه وعلى زيادة وعيه لسلوكه، ويحفزه على التعبير عن مشاعره من خلال الرسم، أو التحدث، أو الكتابة، يمكن سؤاله:

• ماذا تشعر عندما تتعلم الرياضيات؟
• لماذا تتعلم الرياضيات؟
• ما الأنشطة التي تحبها أثناء الدرس؟
• كيف تمكنت من الحصول على درجة جيدة في مهارة الجمع؟
• ما أصعب جزء في الدرس؟ ولماذا؟
• ماذا تقترح كي تتعلم قائمة الكلمات الإنجليزية..

 الحوار والنقاش بين الطالب، والأم والأب والمعلمة.. يبني علاقة إيجابية، ويزيد من تقبلهم له؛ لأن الأهل أو المعلمين سوف يتفهمون سلوكه وطريقة تفكيره أكثر من إصدار أحكام سريعة.

سابعًا: تعليم الطفل التخطيط:

أغلب الأطفال ذوي فرط الحركة لا يمتلكون مهارة التخطيط: (للعب، أو للاستراحة أو لزيارة صديق..)، الكثير منهم يكون سلوكه انعكاسيًّا، أي يكون ردة فعل لمثير بيئي خارجي، لذا فإن تعليمهم مهارة التخطيط أمر ضروري، ومن الأمثلة على ذلك:

• تحضير الأدوات المدرسية لليوم التالي.
• طلب المساعدة منه في إعداد قائمة لرحلة عائلية:
• ·      (كريم).. غدًا سنذهب في رحلة إلى الغابة..، ماذا يجب أن نأخذ معنا؟ يمكن تدوين إجابته على ورقة وترقيمها كنموذج له على كيفية التخطيط لحدث.
• ·      (كريم).. لديك غدًا اختبار لغة عربية، كيف ستدرس؟
• ·      (كريم).. نريد أن نغسل السيارة، ما الأدوات التي نحتاجها. كيف سنغسلها؟ … بداية بالصابون والاسفنجة، ثم برش الماء، ثم بتجفيفها، وأخيرا تلميع الزجاج…

يمكن مساعدته كنمذجة على كيفية التخطيط لأداء مهمة كالدراسة أو اختبار أو إنجاز مشروع.

• استخدام المفكرة الإلكترونية كي ينظم أوقاته ويحصل على تنبيهات عن موعد الواجبات، أو موعد إرجاع الكتب للمكتبة..
• استخدام جدول تنظيمي أو قائمة المهام، ألصق قائمة المهام المطلوبة من الطالب على مقعده.

ثامنًا: تطبيق نظام تعزيز:

جميع الطرق السابقة كتعليم الطالب للروتين، واستخدام بطاقة الحركة، ونظام رموز الألوان واستخدام ساعة التوقيت، والتخطيط… تحتاج لوقت وجهد كي يتعلمها الطفل، وليتمكن من ذلك يحتاج المربي أن يطبق نظام تعزيز السلوك الإيجابي.

مثال:

تطبيق التعزيز النقطي.

يحصل الطفل على نقطة كلما رتب أدواته في نهاية الحصة الدراسية.. يستبدلها لاحقًا بمكافأة مثل: قلم مزود بمصباح.. عند البدء بتعليم السلوك، يبدأ المعلم بتعزيز السلوك المستهدف (تنظيم الطالب لطاولته وجمع أدواته) بشكل مستمر، ثم يبدأ يقلل التعزيز ويصبح تقديمه بشكل متقطع، ثم ينتقل لتعليم وتعزيز سلوك جديد، مثل: سلوك استخدام بعض المفردات، مثل: كلمة (شكرًا ــــــ صباح الخير..).

تاسعًا: تعليم الطفال التقييم الذاتي:

لا شيء أروع من رؤية الطفل عندما ينخرط بعملية تقييم تعلمه وسلوكه، فكثيرًا ما يقدم الطلاب تقييمًا دقيقًا لأدائهم بشكل يفاجئ المعلمين والآباء، وفي حال تقييم الطالب لسلوكه بدرجة أكبر من الواقع، يتم نقاشه حول تمكنه من أداء السلوك والدليل على ذلك. قد يطن الكثيرون أن الطفل غير قادر على تقييم سلوكه، إلا أننا نوصي المربين (الآباء والمعلمين) بتجربة هذه الطريقة؛ لما لها من فوائد.

نموذج قائمة التقييم الذاتي (الصف)

نموذج قائمة التقييم الذاتي (البيت)

اقرأ: التقييم المستمر

عاشرًا: الوعي الذاتي:

اشرح للطفل ذي فرط الحركة وتشتت الانتباه، وحسب عمره مفهومَ النشاط الزائد وفرط الحركة، فَسِّرْ له هذه الحالة، واجعله يفكر في طرق واستراتيجيات تساعده من التقليل من حدتها؛ حيث إن وعي الطفل بسلوكه الاندفاعي وتأثيره على نفسه وعلى الآخرين يقلل من شدة هذا السلوك.

من المتوقع حدوث تحسن عند تطبيق هذه الإجراءات خصوصا عند تطبيقها بثبات والأسلوب الصحيح، أما في حال عدم ظهور تحسن لدى الطفل واستمرار أعراض فرط الحركة ونقص الانتباه، وبشدة تؤثر على أنشطته وتعلمه، فينصح بمراجعة شخص متخصص بتعديل السلوك (الأخصائي النفسي، المرشد التربوي…) لإجراء تدخلات إضافية (كدراسة الحالة، برنامج تحليل السلوك التطبيقي) ويبحث عن سبب عدم نجاح الإجراءات السابقة سواء أكان بسبب خطأ في التطبيق أو حاجة الطفل لمزيد من الإجراءات العلاجية.

اقرأ المزيد : الخدمات التعليمية لذوي صعوبات التعلم، كيف أقابل معلم طفلي كيف أبدأ درسي؟ 10 أنشطة افتتاحية 10 خطوات لتصبح معلمًا متميزًا، قصة تبخر المعلومات

الكلمات المفتاحية: موقع أساليب إديو، فرط النشاط وتشتت الانتباه، النشاط الزائد، التربية الخاصة، أساليب التعلم الحديثة، فرط الحركة ونقص الانتباه، التعليم المتمايز غرف المصادر