صَديقي الْعَزيزُ
صَديقي الْعَزيزُ
يَذْهَبُ (سالم) مَع صَديقِهِ الْمُقَرَّبِ (بدر) إِلى الْمَدْرَسَةِ دائِمًا، وَيَتَناوَلانِ طَعامَهُما وَيَلْعَبانِ كُرَةَ الْقَدَمِ سَوِيًّا، فَهُما لا يَفْتَرِقانِ أَبَدًا.
مَرَّت الْأَيّامُ.. لكِنَّ حال الصَّديقَيْنِ بَدَأَ يَتَبَدَّلُ وَيَزْدادُ سوءًا، فَــ (بدر) صارَ أَكْثَرَ جَدَلًا مَع الْمُعَلِّمينَ وَالطُّلَابِ، وَصارَ كَثيرَ الصُّراخِ وَسَريعَ الْغَضَبِ.
وَفي أَحَدِ الْأَيّامِ.. كانَ الصَّديقانِ يَسيرانِ في طَريقِ الْعَوْدَةِ، فَسَأَلَ (سالم) صَديقَهُ (بدر):
- لِماذا تَصْرُخُ في وَجْهِ الْجَميعِ؟
رَدَّ (بدر) عَيْناهُ جاحِظَتان:
- إِنْ لَمْ تَكُنْ ذِئْبًا، أَكَلَتْكَ الذِّئابُ!
قالَ (سالم):
- حَقًّا؟! هَيّا هَيّا نُكْمِلُ مَسيرَنا.
وَبَعْدَ عِدَّةِ أَسابيعَ.. كانَ الصَّديقانِ يَسيرانِ في طَريقِ الْعَوْدَةِ نَفْسِهِ، فَأَخْرَجَ (بدر) سيجارَةً من جيب قَميصِه وَقالَ:
- تَفَضَّلْ يا بَطَلُ، هذِهِ السّيجارَةُ سَتَجْعَلُ جَميعَ الشَّبابِ يَحْتَرِمونَكَ وَيَخافونَكَ.
لَمْ يَأْخُذْ (سالم) السّيجارَةَ..
فَكَرَّرَ (بدر):
- خُذْها يا بَطَلُ، هَلْ أَنْتَ جَبانٌ؟!
فَرَدَّ (سالم):
- لا.
- جَرِّبْ، لَنْ تَخْسَرَ شَيْئًا.
كانَتْ هذِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ يُمْسِكُ فيها (سالم) سيجارَةً، ولما اسْتَنْشَقَها، الْتَفَّ الدُّخانُ حَوْلَ عُنُقِهِ، كَأَنَّهُ أَفْعى سامَّةٌ تَعْصِرُهُ بِجَسَدِها وَتَخْنِقُهُ.
مَضى أُسْبوعٌ كامِلٌ وَ(بدر) يُعْطي لِــ (سالم) سيجارَةً كُلَّ يَوْمٍ في طَريقِ عَوْدَتِهِما مِن الْمَدْرَسَةِ.
وَفي اسْتِراحَةِ الْغَداءِ، سَأَلَ (بدر):
- ما رَأْيُكَ بِحِصَّةِ الرِّياضِيّات؟
أَجابَ (سالم):
- يا إِلهي! هَلْ آخِرُ حِصَّةٍ هِيَ حِصَّةُ الرِّياضِيّات؟!
فَقالَ (بدر):
- لَنْ نَحْضرَ الْحِصَّةَ، وَسَنَهْرُبُ لِلْخارِجِ، وَلْتَفْعَل الْمَدْرَسَةُ ما يَحْلو لَها!
قالَ (سالم) بِتَرَدُّدٍ:
- وَلكِنْ..
قاطَعَهُ (بدر):
- وَلكِنْ ماذا؟ ما بِكَ يا (سالم)؟! أَنْتَ رَجُلٌ! هَلْ أَنْتَ خائِفٌ؟!
رَدَّ (سالم):
- لا.. لا..
ثُمَّ هَربَ الْفَتَيان مِنْ حِصَّةِ الرِّياضِيّات وَمِن الْمَدْرَسَةِ، وَأَثْناء طَريقِ الْعَوْدَةِ، سارا قُرْبَ بقالَةِ الْعَمْ (سلّوم).
قالَ (بدر):
- ما رَأْيُكَ أَنْ نَشْتَرِيَ حَلْوى دونَ أَنْ نَدْفَعَ؟!
قالَ (سالم):
- كَيْفَ؟!
اتَّبِعْني وَسَتَرى، عِنْدَما نَدْخُلُ الدُّكّانَ، فَقَط اسْأَل الْعَمَّ (سلوم) عَنْ سِعْرِ أَيَّةِ سِلْعَةٍ تَراها خَلْفَهُ، دَعْهُ يَنْظُرُ إِلى الْخَلْفِ.
شَعَرَ (سالم) بِتَوَتُّرٍ؛ لِأَنَّهُ لا يَسْتَطيعُ رَفْضَ أَيَّ طَلَبٍ لِصَديقِهِ (بدر)، فَسَأَلَ (سالم) الْعَمَّ (سلوم) عَنْ سِعْرِ عُلْبَةِ عَصيرٍ، وَعِنْدَما نَظَرَ الْعَمُّ (سلوم) لِلْخَلْفِ، أَخَذَ (بدر) عُلْبَةَ بِسْكُويتٍ. ثُمَّ خَرَجا مِن الدُّكّانِ.
ضَحِكَ (بدر) بِصَوْتٍ مُرْتَفِعٍ، وَقالَ:
- انْظُرْ إِلى هذِهِ الْحَلْوى الْمَجّانِيَّةِ، ما أَلَذَّ طَعْمَها!
صُدِمَ (سالم) مِمّا حَدَثَ، وَقالَ لِــ (بدر):
- بِالسَّرِقَةِ!
فَقالَ (بدر):
- ما بِكَ؟ هَلْ أَنْتَ خائِفٌ؟
رَجَعَ (سالم) إِلى بَيْتِهِ يُفَكِّرُ فيما يَحْدَثُ مَعهُ، ثُمَّ قالَ في نَفْسِهِ:
- إِلى أَيْنَ تَسيرُ يا (سالم)؟!
وظل يحدق في سقف البيت طوال الليل ويقلب خديه على الوسادة. وَعِنْدَما حل الصباح انطلق إلى المدرسة، وفي بداية الطريق قابل بدر، فتوجه نحوه، اقترب منه وَنَظَرَ إِلى عَيْنَيْهِ، وَصَمتَ قَليلًا، ثُمَّ قالَ:
- أَصْبَحْنا نَنْتَقِلُ مِنْ دُخانٍ.. إِلى هُروبٍ مِن الْمَدْرَسَةِ.. وَأَخيرًا.. إِلى سَرِقَةٍ! يكفي يا صَديقي الْعَزيزُ،،، ثم قال: وَداعًا.
أسئلة الفهم القرائي:
حَدِّدْ عَناصِرَ قِصَّةِ (صديقي العزيز) في الْجَدْوَلِ:
الشَّخْصِيّات | الْمَكان | الزَّمان |
اخْتَر الْإِجابَةَ الصَّحيحَةَ فيما يَأْتي:
- جَمْعُ كَلِمَةِ (صديق) هُوَ:
أ. صادق. ب. أصدقاء.
ج. رِفاق. د. أصحاب.
2- مُرادِفُ كَلِمَةِ (يٌحدّق):
أ. يسمع. ب. يحرق.
ج. يتحدّث. د. يُشدّد النظر.
3- مُضادُّ كَلِمَةِ (أخرج):
أ. خروج. ب. ذهاب.
ج. عدَّل. د. أدخل.
4- مُرادِفُ كَلِمَةِ (الْعَوْدَة):
أ. الخروج. ب. الرُّجوع.
ج. الذَّهاب. د. العمل.
5- ما الفكرة الرئيسة من القصة؟
6- لو كنت مكان سالم، كيف كنت ستتصرف مع صديقك بدر؟
7- ما رأيك بالحل الذي اتخذه سالم؟
اقرأ المزيد:
قصة تبخر المعلومات، قصة ماذا في الصندوق؟ كيف أقرأ قصة لطفلي؟ ورقة عمل مهارة الفهم القرائي رحلة إلى الشاطئ.
شارك هذه المادة