صعوبات التعلم… الإعاقة الخفية

الكثير من المعلمين والآباء يستهجنون عدم استجابة بعض طلابهم أو أبنائهم للمهمات الدراسية المطلوبة، فعلى الرغم أن الطالب يُظهر الكثير من نقاط القوة في جانب اللغة الشفهية وفي المهارات الاستقلالية وأحيانًا يظهر تميزًا في مجالات أخرى، كالقدرة على استخدام التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية، إلّا أن الفشل الدراسي يلازم هذه المجموعة من الطلاب!
تتعدد أسباب انخفاض التحصيل الدراسي ما بين أسباب بيئية لها علاقة بالوضع الاقتصادي ومستوى تعليم أولياء الأمور، وجودة التعليم في المدرسة، إلّا أن هذه الأسباب مجتمعة قد لا تكون المسبب لانخفاض التحصيل الدراسي، فقد يكون لدى بعض الطلاب منخفضي التحصيل صعوبة تعلم إلا أنها لا تعود لأسباب بيئية، لذا يكون الكثير من هؤلاء الطلاب عرضة لعدم تلقي خدمات تعليمية مناسبة؛ نظرًا لعدم معرفة الآباء أو المعلمين بوجود هذا الصعوبة، ويبقى تبريرهم لانخفاض تحصيل الطالب الأكاديمي هو أنه “كسول” ولا يحب الدراسة.

يسبب هذ الفهم الخطأ لصعوبة التعلم معاناةَ لهؤلاء الطلاب، فهم يبذلون مجهودًا كبيرًا في القراءة وفي النسخ، إلّا أن أداءهم دائمًا يتضمن أخطاء، وبعض هذه الأخطاء يكون شديدًا من حيث تغيير المعنى، كأن يقرأ جملة “ذهب نديم إلى السوق” إلى “ذهب بدين إلى الشوق”.
إذا لم يكن المعلمين والآباء على دراية بمظاهر صعوبات التعلم وطرق التعامل معها، فإن هؤلاء الطلاب قد يتعرضون للتنمر من قبل الطلاب الآخرين، مما يسبب مشاعر الفشل وانخفاض تقدير الذات، مما يضعهم أمام عدة خيارات، فإما أن يقبل بالوضع الراهن من فشل وتنمر الزملاء، أو أن يعمل على الهرب من مواقف التعلم، وذلك من خلال الغياب المتكرر أو الذهاب المستمر إلى الحمام…
وأخيرًا.. قد يستخدم الطالب أسلوبًا دفاعيًّا يتمثل في أن يمارس دور مهرج الصف، فأيهما أفضل بالنسبة له “أن يوصف بالضعيف؟” أم أن يوصف “بأنه مهرج الصف الذي يتحدى دائمًا القوانين الصفية؟!”
هذه الأسئلة كلها وغيرها.. تجعل من صعوبات التعلم الإعاقة الخفية التي يجهل الكثير وجودها أو التعامل معها.

اقرأ المزيد: استراتيجيات تعليم القراءة،كيف أبدأ درسي؟ 10 أنشطة افتتاحية، 10 طرق لزيادة دافعية الطلاب، 10 طرق للتعامل مع ذوي فرط الحركة وتشتت الانتباه، قِصَّة بِطاقَةُ الْحَرَكَة وفرط الحركة